Telegram Group Search
قال الذهبي في ترجمته عن ابن أبي عامر والمعروف بالحاجب المنصور رحمه الله "كان إذا فرغ من قتال العدو، نفض ما عليه من غبار المصاف، ثم يجمعه، ويحتفظ به، فلما احتضر أمر بما اجتمع له من ذلك بأن يذر على كفنه"
التاريخ يثبت أنه ليس هناك أمة تفرقت وانتصرت، هذه حالة ثابتة منطقاً وعقلاً وشرعاً وهذا لا نقاش فيها.

مرَّ على المسلمين عقود من الضعف والهوان، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر بوادر وملامح أي مشروع سني يحمل رايتهم ويصدر قضيتهم ويدافع عنها أمام مشاريع مختلفة متعددة ناهضة ( شيعية، نصيرية، غربية ) ولكن المسلمين أنفسهم عجزوا عن حماية كل بادرة ظهرت، فاختلفوا معهم في مسائل يسع فيها الاختلاف ويصح فيها تغليب رأي على آخر حفظاً للمشروع، ويطلب فيها عادة الترجيح بين أمرين كلاهما صواب ويختار ما يظن فيه مصلحة للعموم، لكن ضيق صدر المسلمين على بعضهم والكثير من حظوظ النفس التي تصيبهم، وقلة الوعي في الواقع وعدم إدراك المآل يمنعهم من حفظ المشروع ولو على مضض.
قام الرئيس مرسي رحمه الله فهاجمه الإسلاميون وانتقدوه وشدوا عليه لاختلافات يرى فيها رأيا مخالفاً لما يرونه هم، ثم لم رحل أصبحوا في السجون يذوقون مرار ومآل كلامهم فيه!

قامت حماس في غزة، فطُعن بها، وكاد البعض أن يخرجها من دائرة الإسلام الواسعة - وفعل ذلك البعض -، واتهمهم آخر بأنهم خونة وإلى غيره من التهم الجاهزة التي يتراشقها الإسلاميون - للأسف - كثيراً وكل ذلك نتاجه ضيق في الصدر، وقلة وعي أو انعدامه في بعض الأحيان.

ثم قام مشروع للسنة في الشمال السوري، يحفظ الله به الأرواح والأعراض والدين، ويظهر واضحاً فيه أنه بناء قائم استناداً إلى شريعة الله سبحانه، فبدأت النصال تتكسر على أجساد هذا المشروع، وبدأت السياط تضرب على جسده وجسمه حتى بات بعض أبناءه يستحييون أن يقولوا نحن ابناء هذا المشروع.. نتيجة كثافة تصدير المصطلحات التي عنوانها حق ويراد في غالبها غير ذلك!.
وهكذا تسرد حكايات الحزن إلى الفجر، كيف يجهض أهل السنة مشاريعهم بأيديهم، وكيف أنهم يفشلون باستمرار في بناء قوة عسكرية وسياسية يمكنها أن تحكم بلداً بالحدود المعقولة أي أن لها كلمتها في منطقتها على الأقل وهذه التكوينات التي ستشكل فيما بعد وإذا ما سمحنا لها بالنشوء أساساً، قوةً لها صوت مسموع على المستوى الإقليمي على الأقل.

إن جهل العوام بهذه المفاهيم هو أمر منطقي استناداً إلى طباعهم، وقلة علمهم ونقص وعيهم، ولكن جهل العلماء وأصحاب الرأي هو ما يستقبح، وإن قصر النظر عند العوام هو أمر معقول ولكن أن يكون هذا في من يُصدر نفسه على أنه مفكر زمانه فهذا غير مفهوم وغير معقول!.
ما أشد أيامك إذا علمت فساد رأي أهل هذا الزمان، وقلة حكمتهم، والتفات أغلبهم إلى التفاهة، وضياع المروءة، وانتشار التحاسد والتباغض، وافتقار إلى مكارم الأخلاق، وابتعاد عن خصال الكبار، ثم صرت تبحث عن الراحلة في المئة فلا تجد فتبحث في المئتين فلا تجد ثم تيمم وجهك نحو المئات فقلما تجد..

فإذا كانت دنياك كما وصفت، وأهل زمانك كما قلت، غدت الحياة كلها بمثابة اختبار لصبرك وسعة عقلك وطول نفسك، وصرت فيها كالمسجون أو السائر في حقل ألغام لا تدري في أيها عطبك وفي أيها حتفك.

وصارت الأيام تمر عليك فتحيل صفاءك كدراً، وهدوءك صخباً، وسكينتك توتراً وإنك لا ترضى ولكنها وكما قال الشافعي - طيب الله ثراه - قهر..

"وَما كُنتُ راضٍ مِن زَماني بِما تَرى
وَلَكِنَّني راضٍ بِما حَكَمَ الدَهرُ
فَإِن كانَت الأَيّامُ خانَت عُهودَنا
فَإِنّي بِها راضٍ وَلَكِنَّها قَهرُ"
"الشجاعة هي أن تجازف بقول ما لا يعجب الآخرين"
بعض العلاقات أهم من التعليقات

ياسر الحزيمي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حلب..

شوق عتيق لا يهدأ، وقلب مضطرب يرق لذكرك، وعين جامدة إلا عند مرور اسمك، وحنين لا نص يصفه ولا شعر

فقيد ومشتاق وتواق، أريد أن أصلكِ ولكن خانتني الأقدام فليت لي جناحان فأطير إليك وأحلق فوق رباك واتنغم في سماءك، فلا الأرض هنا كالأرض هناك، ولا السحاب هنا كالسحاب هناك، ولا الهواء هنا كنقي الهواء هناك، لا شيء يشبهك حتى في تعبك..

تبقين أنت هناك وأبقى أنا هنا، أنت في جرحك وأنا في شوقي، وبيني وبينك بعد لا يذكر لكن الشرق نحو الغرب أقرب منه، في رحمة الله أنت وفي رحمة الله أنا، وإلى لقاء تقر به الأعين وترتاح به النفوس وما ذاك ببعيد
الشتاء أقرب إلى النفس، وأصلح للتأمل، وأصفى للذهن، وأبعد عن الغضب والضجر وأقرب إلى الحلم والأناة.

تجود به القريحة، وتنشط به الذكريات، ويعود المرء إلى صباه لحظة ويطير إلى مستقبله أخرى، ويزداد قلمه عطاءًا ونصه بهاءًا.

أما الصيف فهو ضيف خفيف على من كان الشتاء ثقيلا عليه بمطره وثلجه وقسوته ليس إلا، فهو مستراح من أثخنت به الحياة لكن ليس فيه شيء مما سبق من حسنات الشتاء.
يا سعد من حل بجوار بيتك يا لطيف 💔🍂
"هو الغوثُ المُرَجَّى وهو حَسْبِي
إذَا مَا الدَّهْرُ نَكَّرَ مَا تَعَرَّفْ"
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)

قيل: من عفا ولم يصلح فلا يدخل في هذه الآية.

أي أنه من سكت عن خطأ ابتغاء وجه الله ولم يبين وجه الصواب في المسألة فلا يدخل في هذه الآية وهنا تبرز أهمية قوة الشخصية المؤمنة.
خلسة من نعيم

في تزاحم الأيام ثمة خلسات، دقائق ما قبل الإقامة، ثوان السجود لاسيما سجود المتعب المريد، تزاحم الدعوات في الصدر، استيقان أن الدعاء مجاب وأن الإنسان معطى بكل الأحوال، اللحظات الذهبية كل يوم عند الغروب، صوت تلاوة القرآن، بحة المنشاوي وحزنه، صورة إنسان، مشهد عابر، حكاية مؤثرة، بيت خرب وآخر عامر، ذكرى مرت، رائحة عطر عبرت، نسيم مساء، صوت الليل وما أعجب صوت الليل، رائحة البن والقهوة، صديق لم تغيره الدنيا، وود لم يفسد، كلها خلسات من نعيم
كل ما أصاب باليأس أتذكر أن هناك من يعمل في الخفاء، وهناك أناس تخطوا مرحلة الشك وعملوا على الاجتهاد وبذلوا ما استطاعوا من أسباب، وتبنوا مشاريع النهضة كأنها أرواحهم فلا يمسها أحد، وكأنه حد حرام لا يتجرأ عليه أحد أمامهم.

أدركوا موازين العالم الحديث، واستناروا بتاريخ سلفهم، وجمعوا بين القول والعمل، فإن أصابوا فلهم أجران وإن لم تنجح تجربتهم ولم تكتمل فكرتهم فلهم أجر المحاولة وأجر الإعذار إلى الله.

فلا تشككوا من مشى في طريق ما إذا لم تكونوا على يقين لا يخالطه شك أنه يسير في الاتجاه الخاطئ ولا يمكن تفسير أفعاله إلا بأنها أفعال خاطئة وإلا فقد تكونوا دروعاً لكن للأعداء وسهام في صدور مشاريع نهضة عيون الأرض ترقبها.

ومن حدثته نفسه عن أخطاء العاملين في ثغور المسلمين فليرح نفسه قليلاً فإنه من يعمل فقد تحتم عليه الخطأ، ونصحه واجب فإن أبى فالدعاء له والأخذ بيده إلى الصواب بأقل الضرر وأفضل الوسيلة.
يا صلاح الدين انهض.. جاد قومي بالكلام
تعرفت على رجل يبلغ من العمر قرابة الأربعين عام، كتب الله له أن يقوم بمهنة يبدو لي أنه فقد جزء منه فيها.. كنت على طبيعتي أسلم عليه وأقول له صباح الخير عند كل صباح، وقبل أن أذهب كنت أساله عن حاله وأقوله طمنا عنك وذات مرة قلت له أوصلك إلى منزلك - أقصد خيمته - بدأت ألاحظ على هذا الرجل أحيانا الدمعة في عينه لما أطيل وقوفي معه والسؤال عنه.. كنت أشعر بدعائه لي بعد أن أذهب عنه

قلت متأسفًا.. كم يفتقد هذا المغترب عن أرضه إلى الإنسانية وإلى الرحمة.. ماذا عاين من البشر حتى صار مجرد السلام عليه وإبداء أقل القليل من الرحمة كالاطمئنان عن حاله أمرًا بالغا في الأهمية يدفع رجلاً إلى أن تبدو في عينه الدمعة أو أن يكلل الآخر بالدعاء الكثيف اللطيف لمجرد شيء بسيط جدًا

هذا العالم بدأ يتحول إلى مجرى مختلف ومخيف تتحول فيه الإنسانية إلى عملة نادرة لذا حافظوا عليها ولو بأقلها.. أعني الكلمة
كل عام وأنتم بخير حال
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
2024/06/16 15:59:26
Back to Top
HTML Embed Code: